اضطراب التوحد :
يعتبر طيف التوحد (أو الأوتيزم) من الامراض المحيرة والتي لازالت قيد البحث والدراسة ومراجعة الطرق التشخيصية والعلاجية.
تعريف اضطراب التوحد :
تعريف الجمعية الامريكية للتوحد:
ترى ان التوحد عند الطفل اعاقة تطورية تلاحظ على العجز في التواصل اللفظي والغير لفظي،وعجز في التفاعل الاجتمعاعي وتظهر خلال السنوالت الثلاث الاولى من عمر الطفل.
تعريف منظمة الصحة العالمية:
انه اضطراب نمائي يظهر في السنوات الثلاثة الاولى من عمر الطفل ويؤدي الى عجز في التحصيل اللغوي واللعب والتواصل الاجتمعاعي .
اعراض اضطراب التوحد :
تتفاوت شدة علامات التوحد من طفل لاخر فقد تكون الاصابة بسيطة الى شديدة , لذالك قد لا تظهر العلامات مجتمعة عند الاطفال. وأهم هذه العلامات هي في مجال تطور المهارات اللفظية , سلبية السلوك والتفاعل الاجتماعي.
أهم هذه العلامات و باختصار:
ميول للعزلة والبقاء منفردا
لا يميل للمعانقة
فتور المشاعر
اعتماد روتين خاص به يصعب تغييره
الارتباط الغير طبيعي بالاشياء مثل دمية معينة
لا يبدأ الحوار ولا يكمله
الروتين اللفظي ويردد ما يسمعه
عجز في التحصيل اللغوي واستعمالاته
عجز في استعمال الاساليب الغير لفظية للتعبير ( الحملقة في العين ، حركات جسمية أو التعامل بالاشارات)
بعضهم لا يبدي خوفا من المخاطر وممكن ايذاء الذات كشد الشعر أو عض نفسه
القيام بحركات غريبة مثل رفرفة اليدين , القهقهة بلا سبب و فرك الاشياء
بعضهم يبدي حساسية مفرطة لبعض المثيرات الحسية مع انها مقبولة وهادئة ولكن لا يزعجهم مثيرا أخرى مع انها صاخبة ومزعجة
اشكال اضطراب التوحد :
1 – التوحد التقليدي :
ضعف العلاقات الاجتماعية وضعف الناحية اللغوية والاهتمامات لا يوجد فيها تجديد مثل ان يلعب بالسيارات فقط او المكعبات والتعلق بالاشياء مثل مخدة معينة او بطانية و يحملها معه دوما و قد يكون عنده ايضا حركات متكررة لليد و الاصابع . و قد يصاحبه اضطربات في السلوك مثل نشاط زائد و قلة تركيز او نوبات غضب شديدة او صعوبة فى النوم وقد يظهر سلوكا مؤذيا لنفسه وايضا تبول لأرادي …هناك بعض الحالات يصاحبها تشنجات (صرع)
2 – اضطراب اسبرجر :
هنا يكون الطفل ذكاءه طبيعي اوفى بعض الاحيان معدل ذكاءه اعلى من الطبيعي …ولا يوجد لديه تاخر فى الكلام ( اى ان مقدرته على الكلام جيدة) وهذا ما يفرقه عن التوحد التقليدي ….لكن مشكلته الاساسية تكمن فى ضعف التواصل الاجتماعي ..والتى قد تظهر بعدم رغبة الطفل بالاختلاط بالاخرين او الكلام معهم او مشاركتهم اى اهتمامات ..وكثيرا ما يكون الطفل ليس له اصدقاء ويقضي معظم وقته لوحده …..ايضا يوجد احيانا تكرار فى بعض السلوكيات بالاضافة الى عدم تقبل التغير سواء كان فى الاكل او الملابس …وعادة ما تكون لهم طقوس وروتين معين فى حياتهم.
- من المهم ان نتذكر ان الطفل مختلف وينظر الى العالم بطريقة مختلفة.
- ايضا بعض هؤلا الاطفال عندهم قدرات فائقة في بعض النواحي مثل (قدرة غير عادية على الحفظ).
3 – اضطراب ريتز:
أولاً : – جميع الآتي :
النمو في فترة الرضاعة طبيعي
النمو الجسمي والنفسي طبيعي خلال الخمسة الشهور الأولى
ثانياً : – ظهور جميع الأعراض الآتية بعد فترة النمو الطبيعي : -
تدني في نمو محيط الرأس بين 5 شهور و4 سنوات
اختفاء الحركة العادية لليدين بين عمر 5 شهور وسنتين ونصف
ظهور حركات مكررة غير وظيفية لليدين مثل : لوي اليدين / فرك اليدين ببعضهما
التحدث بطريقة نمطية مع تكرار الكلام لديه لغة خاصة
ثالثاً : – فقد القدرة على التواصل والتفاعل الاجتماعي
رابعاً : – ضعف في التوازن الحركي
خامساً : – ضعف شديد في اللغة الاستيعابية والتعبيرية مع تدني في النمو الجسمي والنفسي
تشخيص التوحد :
اصبح فى الدول المتقدمة يتم مبكرا من عمر 15 شهر فى مراكز متخصصة ….وذلك باستعمال اختبارات عالمية معتمدة فى تشخيص التوحد . ويتم الكشف على الطفل من قبل فريق متعدد التخصصات يشمل الطبيب النفسي ( الذى له صلاحية طلب التحاليل الطبية والعلاج الطبي ) من المفضل ان يكون اختصاصي بطب الاطفال النفسي واختصاصي الاطفال وخصوصا في الغدد الصماء والامراض الوراثية للمساعدة للتفريق في الامراض المشابه لاعراض التوحد والاخصائي النفسي ( المتخصص فى علم النفس ويقوم بعمل اختبارات الذكاء ) واخصائي التخاطب (الذى يقيم الطفل من الناحية اللغوية ويعرف هل مستواه اللغوى يتماشى مع عمره) واخصائي العلاج الوظيفي او المختص التعليمي ( الذى يقيم الطفل من الناحية التعليمية ويضع له البرنامج التعليمي المناسب له.
اما فى وطننا العربى فليس من السهل وجود هذا الفريق فى مكان واحد. لذا يتم التشخيص من قبل طبيب متخصص فى احدى الاختصاصات التالية ( طبيب نفسي او طبيب نفسي اطفال او طبيب اطفال متخصص فى النمو والتطور او طبيب اطفال اعصاب) والحقيقة من الافضل ان يكون الطبيب لديه خبرة بالتشخيص ويستعمل اختبارات معتمدة .
هناك اهمية كبرى فى التشخيص المبكر فقد اثبت الابحاث ان تلقى هذه البرامج التعليمية مبكرا يعطي نتائج ايجابية مستقبلا.
علاج الطفل التوحد :
بسبب طبيعة التوحد، الذي تختلف أعراضه من طفل لآخر، فإنه ليست هناك طريقة معينة بذاتها تصلح للتخفيف من أعراض التوحد في كل الحالات. وقد أظهرت البحوث والدراسات أن معظم الأشخاص المصابين بالتوحد يستجيبون بشكل جيد للبرامج القائمة على البُنى الثابتة والمُتوقعة (مثل الأعمال اليومية المتكررة والتي تعود عليها الطفل)، والتعليم المصمم بناء على الاحتياجات الفردية لكل طفل، وبرامج العلاج السلوكي، والبرامج التي تشمل علاج اللغة، وتنمية المهارات الاجتماعية، والتغلب على أية مشكلات حسية. على أن تدار هذه البرامج من قبل أخصائيين مدربين بشكل جيد، وبطريقة متناسقة، وشاملة. كما يجب أن تكون الخدمة مرنة تتغير بتغير حالة الطفل، وأن تعتمد على تشجيع الطفل وتحفيزه، كما يجب تقييمها بشكل منتظم من أجل محاولة الانتقال بها من البيت إلى المدرسة إلى المجتمع. كما لا يجب إغفال دور الوالدين وضرورة تدريبهما للمساعدة في البرنامج، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي لهما.
علاج الطفل المتوحد يشمل على:
العلاج الدوائي :
وهى عقاقير تقلل السلوك العنيف الغريب وأعراض الإنسحاب من الناس والنشاط الزائد وتزيد التركيز والقدرة على الانتباه وتعمل على تحسين الحالة المزاجية للمريض
الغذاء والفيتامينات :
إعطاء المرضى فيتامينات مكملة ومنها فيتامين ب ، الماغينسيوم ، زيت كبد الحوت وفيتامين سى ، ولكن لم يثبت بعد فاعليتها فى تحسين الحالة فقط ، ولكن يجب أن نهتم بإعطاء الطفل غذاء متوازن حتى ينشأ سليماً ويكتمل نموه . أيضا شرح لبعض الحميات المتبعة في حالات التوحد والتي أظهرت نتائج جيدة.
العلاج السلوكى :
يمثل العلاج السلوكى حجر الزاوية فى تحسين حالة التوحد ، ويكون أكثر فاعلية إذا ما بدأنا التدخل المبكر قبل سن المدرسة ، ولكل طفل برنامج خاص به يضعه المتخصصون المشرفون على علاج الطفل ويحدد حسب تحليل سلوك كل طفل على حدة
ويتم ذلك عن طريق التحليل السلوكى وهو برنامج من التدريبات يعد خصيصاً لكل حالة للتحسين من سلوكيات الطفل وتعليمه بعض المهارات والفكرة ببساطة تعتمد على تشجيع الطفل على تكرار السلوك الجيد عن طريق مكافأة الطفل على السلوك الجيد وحرمانه فى حالة عمل سلوك سىء مما يؤدى إلى تقوية الجانب الحسن فى الطفل .
العلاج التكميلى :
هو العلاج عن طريق الرسم والموسيقى واللعب مع الحيوانات ، فمثلاً عندما يرسم الطفل فإنها فرصة للتعبير عما يجول بخاطره من دون كلام ولكن من خلال الرسم ، والعلاج بالموسيقى وتشجيع الطفل على الغناء يحسن من قدرته على الكلام ، كما أن اللعب مع الحيوانات يجذب الطفل للتعرف على العالم من حوله ويعلم الطفل أن هناك عالم آخر من حوله ، وقد أظهرت هذه الطريقة تحسن واضح فى كثير من الحالات .